يدفع بالمنطقة للحرب المفتوحة

إسرائيل ودلالات العدوان على سوريا يدفع بالمنطقة للحرب المفتوحة  

  • إسرائيل ودلالات العدوان على سوريا يدفع بالمنطقة للحرب المفتوحة  
  • إسرائيل ودلالات العدوان على سوريا يدفع بالمنطقة للحرب المفتوحة  

اخرى قبل 5 سنة

 

 

إسرائيل ودلالات العدوان على سوريا يدفع بالمنطقة للحرب المفتوحة  

المحامي علي ابوحبله

من الواضح أن إسرائيل ماضية بإستراتيجيتها في المنطقة والمتعلقة فيما تدعيه باستهداف الوجود الإيراني في سوريا، بالرغم من التعزيزات الدفاعية السورية والرسائل الروسية المحذرة من تفاقم الوضع إلى حرب مفتوحة بين الأطراف في المنطقة.

ونقلت صحيفة " The Jerusalem Post " الإسرائيلية كلام وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، الذي أشار أن إسرائيل دخلت في مواجهة مفتوحة مع إيران في سوريا وهي مستعدة لتصعيد النزاع في حال عززت إيران من سيطرتها وحضورها في الأراضي السورية.

ووفقا لكاتس، فإن الهجوم الإسرائيلي الأخير جاء على أهداف ومنشآت تابعة لفيلق القدس الإيراني المتواجد في سوريا وهو بالتالي رسالة واضحة لإيران وقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وأكد كاتس للصحيفة أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها فورا عن الضربة الجوية بسبب تغييرهم لسياستهم وإستراتيجيتهم في سوريا، مشيرا أن هذه المواجهة مفتوحة مع إيران وعندما نريد سنقوم برفع مستواها".

كما أشار الوزير إلى أن الصاروخ أرض-أرض، الذي أطلق يوم أمس الأحد 20 يناير / كانون الثاني، على طول مرتفعات الجولان من سوريا، كان يستهدف مجمع حرمون للتزلج، حيث تم اعتراض هذا الهجوم من قبل نظام القبة الحديدية الإسرائيلية.

وفي خطوة تصعيديه لافتة، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي  سلسلة غارات على مناطق متفرقة من محيط دمشق وجنوب سوريا. وكان طيران  جيش الاحتلال الإسرائيلي ينطلق من فوق الأراضي اللبنانية وينفذ عدة غارات، تصدّت لها وحدات الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري. ووفق مصادر في دمشق ان بعض الصواريخ أصابت أهدافا في أكثر من منطقة، بينما نجحت الدفاعات الجوية في تدمير عدد من الصواريخ. وترافق القصف، مع استنفار إسرائيلي كبير في منطقة الجولان المحتل، حيث فعّلت قوات الاحتلال منظومة صواريخ الباتريوت باتجاه صواريخ سورية مرت فوق الجولان. وأعلن جيش الاحتلال مجموعة من الإجراءات بينها إغلاق مناطق التزلج في جبل الشيخ.

تأتي سلسلة الاعتداءات الاسرائيليه على سوريا بعد مقتل عدد من الجنود الأمريكيين في منبج اثر تفجير تبنته داعش الارهابيه ،  والتصعيد الإسرائيلي  يتزامن مع التهديدات التركية حيث لا يزال مصير منبج ومناطق شرق الفرات معلّقاً في انتظار نتائج عدد من اللقاءات المهمة. ففيما تبحث وزارتا الدفاع الأميركية والتركية التفاصيل التقنية اللازمة لإنجاز تصوّر متكامل لمشروع «المنطقة الآمنة»، تعوّل تركيا على موقف روسي واضح حيال خطواتها المرتقبة في المناطق الحدودية شمال شرق سوريا، يتقرر  خلال زيارة أردوغان لموسكو.

الباحثة الإسرائيلية إليزابيت تسوركوف  بمقالة لها  في موقع "ذا نيو ريبابليك" الأميركي حول دلالات العدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا والذي جاء بعد يوم من جولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الشرق الأوسط.

إن عدم تناسق سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلى جانب ميول ترامب الانعزالية يتركان "إسرائيل" بمفردها لمواجهة الوجود الإيراني إذ تشعر طهران وحزب الله بالجرأة بعد انتصار حليفهما، الرئيس السوري بشار الأسد، بينما يزيدان نفوذهما في البلاد.

إن سلسلة الضربات الإسرائيلية التي هزّت دمشق وريفها الجنوبي تبدو أنها أشد موجة من الغارات الجوية التي تشنها "إسرائيل" ضد أهداف مرتبطة بإيران في سوريا منذ سبتمبر –أيلول الماضي. وجاءت هذه الغارات أيضاً بعد يوم من خطاب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المناهض بصورة شديدة لإيران في القاهرة، كجزء من جولته في الشرق الأوسط التي استغرقت أسبوعًا، إلى جانب زيارة مستشار الأمن القومي جون بولتون، والتي كانت تهدف إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة، في أعقاب قرار الرئيس دونالد ترامب المفاجئ بسحب القوات الأميركية من سوريا. وإذا جمعنا الغارات مع الجولة، تشير الأحداث إلى أن "إسرائيل" تشعر بأنها لا تستطيع الاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية في جهودها لمواجهة طموحات إيران الإقليمية. فمن دون تدخل الولايات المتحدة أو روسيا لتقييد إيران، ستظل "إسرائيل" تقوم بضرب أهداف في سوريا، مما يزيد من فرص نشوب حريق واسع النطاق.

ومنذ أواخر عام 2012، شنّت "إسرائيل آلاف الغارات في سوريا، لمنع ما تدعيه نقل السلاح المتقدم من إيران إلى حزب الله اللبناني عبر سوريا، ولمنع إنشاء قواعد إيرانية دائمة في البلد الذي مزقته الحرب. وبعد التدخل الروسي في الحرب السورية في أيلول - سبتمبر 2015، توصلت "إسرائيل" وروسيا إلى اتفاق يسمح لـ"إسرائيل" بمواصلة تنفيذ مثل هذه الضربات. وبموجب الاتفاق المبرم بين الطرفين، فان الجنود الروس المتمركزين داخل البطاريات المضادة للطائرات التي تنشرها روسيا في سوريا ستوقف أنظمتها فور إبلاغ "إسرائيل" لروسيا بغارتها المزمعة قبل دقائق من شنّها.

على أية حال، في أيلول - سبتمبر 2018، وصل كل هذا إلى نهايته عندما أسقطت الدفاعات الجوية السورية خطأ، رداً على غارة جوية إسرائيلية، طائرة عسكرية روسية، مما أسفر عن مقتل جميع أفراد الطاقم الـ15 الذين كانوا على متنها. وألقت روسيا باللوم على "إسرائيل" في مقتل جنودها، ونقلت بطاريات الدفاع المتطورة "أس 300" و"أس 400" إلى الجيش السوري، وتوقفت عن إيقاف أنظمة الدفاع الجوي الروسية، وطالبت موسكو "إسرائيل" بإخطارها قبل ساعات من أي ضربة على سوريا. في البداية، أوقفت "إسرائيل" جميع الهجمات في سوريا، لكنها بدأت بعد ذلك بتنفيذ هجمات أصغر. هجوم الأمس (الجمعة)، الذي يبدو أنه استهدف أربعة أماكن هو الأوسع منذ أيلول - سبتمبر الماضي، وهو يشير إلى إصرار "إسرائيل" على الاستمرار في مواجهة جهود إيران لنقل الأسلحة إلى حزب الله.

إن السياسة غير المتناسقة التي اعتمدتها واشنطن قد عقدت هذا الوضع منذ البداية. فهناك أيضاً سبب كبير للاعتقاد أنها ساعدت في إطلاق التزام إسرائيل بهذه الغارات داخل سوريا. فمنذ انتخاب ترامب، أعرب المسؤولون الإسرائيليون عن إحباطهم بشأن التباين بين خطاب إدارة ترامب المناهض لإيران وسلوكها على الأرض.

وأثناء محاولة بعض مسئولي الإدارة الأميركية تحويل تدخل الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" في سوريا إلى العمل لإعاقة التوسع الإيراني، رفض ترامب هذه الجهود. وعوضاً عن ذلك، فإن إعلانه المفاجئ في كانون الأول – ديسمبر الماضي عن قرار سحب انسحاب القوات الأميركية من سوريا قد حطم أي أمل بقي لدى صناع السياسة الإسرائيليين بأن الولايات المتحدة سوف تساعد في التصدي للطموحات الإيرانية في المنطقة. وفي هذا السياق، فإن اللغة العدوانية تجاه إيران في خطاب بومبيو في القاهرة يوم الخميس، تسلّط الضوء فقط على التباين بين التصرفات الأميركية والخطاب الأميركي.

فعلى الرغم من الانتقادات العلنية لإيران والانسحاب من الاتفاق النووي المعروف بـ"خطة العمل المشتركة الشاملة"  (JCPOA)، فإن إدارة ترامب في سنتيها الأوليين قد اتبعت سياسة تجاه سوريا مشابهة تقريبًا لسياسة إدارة الرئيس باراك أوباما، وهي سياسة تجاه الشرق الأوسط انتقدها بوبيو مطولاً في خطاب القاهرة.

لذا فإن إعلان كانون الأول- ديسمبر عن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، والذي احتفل به في طهران كانتصار، كان يعتبر ضربة كبيرة في "إسرائيل". يعتمد الأمن القومي الإسرائيلي على إظهار قوة الولايات المتحدة وسمعتها كحليف يمكن الاعتماد عليه. بينما تركز معظم الاهتمام الدولي على انسحاب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا، وهي منطقة تخضع لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" التي يهيمن عليها الكرد، فقد كان المسؤولون الإسرائيليون قلقين بشأن انسحاب القوات الأميركية من التنف، في مثلث الحدود العراقية –الأردنية -السورية.

إن من شأن إزالة القوات الأميركية والمتمردين العرب السوريين الذين يدعموها في المنطقة أن يخفض بشكل ملحوظ  طول خط الإمداد البري، الذي استثمرت إيران لإنشائه، والذي يمتد من إيران، عبر العراق وسوريا إلى لبنان. حالياً، فإن إيران مجبرة على استخدام طريق أطول عبر دير الزور، شرق سوريا، لتخطي القوات الأميركية. وفي هذه المرحلة، من غير الواضح ما إذا كانت تأكيدات مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون لـ"إسرائيل"، والتي تفيد بأن القوات الأميركية ستبقى في التنف، تعكس إرادة ترامب وسياسة الولايات المتحدة في نهاية المطاف.

في ظل هذه القيود ومع تناقص التأثير بسبب الانسحاب الأميركي، فإن إسرائيل مصممة على مواصلة مواجهة نقل الأسلحة إلى حزب الله وإقامة قواعد عسكرية إيرانية. ولكن في شكلها الحالي، ربما تكون هذه معركة خاسرة: لقد فشلت مئات الهجمات الإسرائيلية منذ عام 2012 في منع حزب الله بشكل كبير من زيادة ترسانته من الصواريخ غير الموجهة والصواريخ الموجهة الدقيقة. فمثل هذه الضربات غير فعالة في مواجهة نفوذ إيران على الجيش السوري والمليشيات السورية المحلية التي تدعمها، ولا تفعل شيئاً بشأن الجهود الإيرانية لكسب قلوب وعقول المدنيين السوريين، بشكل رئيسي من خلال الإغاثة الإنسانية والمالية.

لقد تركت "إسرائيل" مع عدد قليل من الخيارات. وستواصل القوات الإسرائيلية قصف عمليات نقل الأسلحة من حين إلى آخر، في حين تأمل ألا تقود هذه الغارات إيران إلى شحن الأسلحة مباشرة إلى لبنان عن طريق الجو. كما ستواصل "إسرائيل" إشراك روسيا في محاولة لجعل الكرملين يشجّع دمشق وإيران على وقف تعزيز الوجود الإيراني في سوريا. إن الصراع بين المصالح الإيرانية والإسرائيلية في سوريا، إلى جانب عجز روسيا أو عدم رغبتها في العمل كوسيط بينهما، يضمن أن تبقى سوريا ساحة لهذا التنافس الإقليمي. فخطوة واحدة خاطئة مع الصراع الموجود حالياً في سوريا قد تجعله يمتد إلى لبنان و"إسرائيل".

رغم وضوح غايات تركيا التوسعية  في سوريا فإن القيادات الكردية المعنية لم تتخذ، بعد، قراراً حاسماً بالعودة الى حضن الدولة السورية ورعايتها. ذلك أن المفاوضات بين الطرفين لم تتوصل بعد الى اتفاق واضح لتوحيد الجهود في وجه المطامع التركية التي تحظى، على ما يبدو، بدعمٍ من الولايات المتحدة وتأييد ضمني من «اسرائيل» كأن ما يقوم به اردوغان من تدابير تقسيمية هو بالنيابة عن ترامب ونتنياهو. فها هو رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال جون دانفورد يبحث مع المسؤولين الاتراك تفاصيل خطة السيطرة التركية على مناطق الشمال السوري.

وهنا تبرز اهداف اسرائيل ودلالات عدوانها على سوريا بفشل المخطط التامري لتقسيم سوريا استنادا لمؤسسي الكيان الصهيوني دايفيد بن غوريون توصية لافتة لزملائه: إن بقاء «اسرائيل» رهن بنجاحها في تقسيم محيطها الجغرافي الذي يشمل لبنان وسورية والأردن والعراق ومصر. قادة الولايات المتحدة المتعاقبون، ولا سيما بوش الابن وترامب، تبنّوا مخطط بن غوريون وخلفائه من القادة الصهاينة وقاموا بتنفيذه بعمليات عدوانية متدرجة. أليس الاحتلال الاميركي للعراق سنة 2003، والسيطرة على ما لا يقلّ عن ثلث مساحة سورية سنتي 2017 و 2018 بدعوى محاربة التنظيمات الإرهابية، عمليات حربية سافرة تصبّ في خدمة المخطط الصهيوني التقسيمي الذي يقوم أردوغان الآن، لأسباب يدّعي انها تخدم أمن بلاده القومي، بمتابعة تنفيذه؟

لا يغيب عن حصافة المراقبين مشهديات التمويه والتغطية التي تقوم بها واشنطن وتل أبيب لشدّ انتباه العالم بعيداً من الساحة السورية. فالولايات المتحدة تعدّ لقمةٍ في وارسو، عاصمة بولونيا، تشارك فيها سبعون دولة في منتصف الشهر المقبل غايتها إعداد البيئة السياسية العالمية لإمكانية استعمال القوة العسكرية ضد إيران بعدما تمكّنت من تجاوز العقوبات الاميركية المفروضة عليها من جهة، وتتجه الى النجاح في إطلاق قمر اصطناعي بصاروخ باليستي من جهة أخرى. نتنياهو هدّد هو الآخر باستعمال القوة ضد إيران اذا لم «تمتثل» لتعليماته بعدم تمركز قواتها في سورية. المراقبون يرجّحون بألا تنجح قمة وارسو لأن معظم دول الاتحاد الاوروبي ستقاطعها، كما يرجّحون ألاّ يتمكّن نتنياهو من إلحاق اذى بسورية لأن الغاية الرئيسة من تهديداته لها ولإيران هي للاستهلاك المحلي في سياق معركة انتخابية يريد الفوز فيها دونما تداعيات.

والجواب: بالإضافة الى ما تقوم به سورية وقوى المقاومة العربية حالياً من جهود في مواجهة «إسرائيل» وتركيا مباشرةً وأميركا مداورة، يقتضي ترسيخ حقيقة بازغة في عقول القادة والقوى الحيّة في المشرق العربي مفادها أن تقسيم سورية عدوى ستنتقل حتماً الى سائر الأقطار إذا لم يتم تطويقها وسحقها في مهدها، وأن شرط نجاح هذه المهمة التاريخية هو في ترفيع مستوى التنسيق والتحالف السياسي والعسكري بين سورية والعراق وتنظيمات المقاومة في كل أنحاء القارة العربية من أجل مواجهة مخططات أميركا و«إسرائيل» التقسيمية بتوسيع دائرة الاشتباك معها. كل ذلك بالتعاون والتنسيق السياسي والميداني مع كلٍّ من روسيا وإيران، والانفتاح على الأكراد لكفالة ممارسة حقوقهم المدنية والديمقراطية في إطار وحدة الدولة والبلاد.

وبانتظار ما سيقوله الامين العام لجزب الله حسن نصر الله  السبت القادم على قناة الميادين جاءت تصريحات قائد القوات الجوية الإيرانية عزيز نصير زادة، اليوم الاثنين 21 يناير/كانون الثاني، عن استعداد قوات بلاده لخوض المعركة مع إسرائيل وإزالتها من الوجود.وأضاف: "إيران مستعدة لحرب ساحقة مع إسرائيل. قواتنا المسلحة مستعدة لليوم الذي نرى فيه تدمير إسرائيل".

وتأتي تصريحات قائد سلاح الجو الإيراني، ردا على سلسلة الغارات التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا، حيث أسفرت الغارات عن مقتل 4 جنود سوريين وإصابة 6 آخرين، بحسب بيان وزارة الدفاع الروسية. فهل تدفع اعتداءات اسرائيل على سوريا لحرب مفتوحه بعد ان فشل الوكلاء في تحقيق الاهداف والغايات الصهيو امريكيه لتقسيم سوريا

 

التعليقات على خبر: إسرائيل ودلالات العدوان على سوريا يدفع بالمنطقة للحرب المفتوحة  

حمل التطبيق الأن